26‏/6‏/2010

سبب تسمية اهل صلخد بالـ زغابة

كان عبدو أفندي الجبولي  حاكماً للسويداء بالعهد العثماني وإبان حكمه اعتدى بعض الرعاة من عشائر الشرفات على مزروعات أهالي عرمان فأضطر النواطير لإبعادهم بالقوة وحدث بين الرعاة والنواطير عدة اشتباكات قتل على أثرها بعض الرعاة من البدو مما أضطرهم للشكوى إلى حاكم السويداء فأرسل عبده أفندي بطلب بعض وجهاء عرمان

إبراهيم الجرمقاني -صالح الحلبي- هلال العطواني – محمود صيموعه


 

عندما ذهب الوجهاء لمقابلة الحاكم العثماني نصحهم المختار محمود جربوع بعدم مقابلته لأن عبده أفندي سيغدر بهم فعادوا إلى عرمان واجتمعوا مع وجهاء            ملح وأمتان
وتعاهدوا جميعاً على مواجهة أي عدوان



وبما أن الوجهاء الذين طلبهم عبده أفندي لم يحضروا لمقابلته لذلك ذهب بنفسه لعرمان على رأس قوة مؤلفة من أربعين جندياً يساعده بقيادتها مشرف أغا وذلك بحجة البحث عن هاربين من الجندية العثمانية هما فارس و قبلان الأطرش واعتقال نواطير عرمان الذين قتلوا بعض الرعاة البدو

أستضاف عبدو أفندي أحد وجهاء عرمان محمود أبوخير في مضافته وقد أولم له صاحب المضافة حسب العادات والتقاليد ولكن عبدو أفندي أرسل مساعده مشرف أغا مع جنديين لإلقاء القبض على
 الناطور
عبد الله ياغي

فأحضروه ممسكين بثيابه ولدى مرورهم من أمام مضافة محمود أبوخير قال
محمود  لـ مشرف أغا


تفضل للغدا ..ولاحق تأخذ زُلم فأجابه مشرف أغا  بصفاقة :


 

أنا بياخذ زُلم وبياخذ راسك كمان

 فغضب محمود أبوخير وأستل سيفه وهجم على مشرف أغا وفي هذه للحظات تمكن عبد الله ياغي من الهروب من الجنديين فأطلق عليه النار أحدهم فأخطأه وعندما سمع الجنود داخل المضافة صوت أطلاق النار وشاهدوا محمود أبوخير شاهراً سيفه وهاجماً باتجاه مشرف أغا أطلق أحد الجنود النار على محمود أبوخير فقتله



وفي نفس اللحظه هجم علي الدبيسي الذي كان قريباً من مشرف أغا وضربه بسيفه فأرداه قتيلاً ثأراً للمجاهد محمود أبوخير.

لجأ الجنود في مضافة إبراهيم الجرمقاني للغدر كعادتهم فوضعوا بندقية خارج المضافة وكلما أقترب أحد الأهالي لأخذ البندقية يقتلونه وظل الاشتباك بين أهالي عرمان والجنود حتى مغيب الشمس حيث قتل من الأهالي رجلان وإمراه بعدها صعد أهالي عرمان إلى سطح المضافة وفتحوا ثغره تمكنوا من خلالها القضاء على كافة الجنود مع قائدهم عبدو أفندي
ولازالت تلك المعركة على
باب مضافة
 إبراهيم الجرمقاني
شاهداً حياً على تلك الحادثة حتى الآن

 وعلى أثر تلك الحادثة جهز ممدوح باشا القائد العسكري لحامية حوران حملة عسكريه مؤلفه من أربع كتائب مشاة معززه بمدفعين كبيرين بقيادة
غالب بك و رضا بك
وكتيبة خياله بقيادة محمد بك الجيرودي وأمرهم
بحرق بلدة عرمان
وتدميرها نهائياً
وذلك في أوائل تشرين الثاني عام 1896

 كانت الخطة العثمانية أن يتم احتلال عرمان ليلاً ولكن دليل الجيش سليم الجاري من أهالي السويداء المتطوع مع العثمانيين تمكن أن يتوّه الجيش بين كروم عرمان طوال الليل حتى بزوغ الفجر وكانت عرمان تبعد عنهم مسير ساعة وقد شاهدهم بعض الفلاحين الذاهبين إلى حقولهم ورجعوا وأخبروا أهلهم بما شاهدوه فأستنفز المقاتلين لمواجهة الحملة العثمانية وكان عدد المقاتلين في عرمان لايتجاوز المائة مقاتل فهاجموا الجيش من الغرب ليبعدوه قدر الإمكان عن بيوت القرية وأرسلوا المفازيع إلى القرى المجاورة للمشاركة في المعركة وكان المبادر المجاهد طحيمر السقيلي الذي ذهب بنفسه لإستنفار أهل صلخد وقد تمكن أهل عرمان من الصمود في مواجهة الجيش في الدقائق الأولى وكان المطلوب منهم الصمود ساعة ريثما تصل النجدة من القرى المجاورة وقد دفعوا ثمن صمودهم أنبل أبطالهم ,اتخذوا متاريسهم في أماكن أفضل لتساعدهم على الصمود أكثر

 فلما رأت نساء عرمان

استبسال رجالهم هبت كل إمراه وأخذت تحث المقاتلين على الصمود وقد برزت منهن المجاهدة



سعدى ملاعب

 التي كانت تتنقل من متراس ألي متراس غير مكترثة بالرصاص الموجه نحوها لتؤمن الماء للمقاتلين ثم أخذت تحثهم على الصمود قائله لهم
يانشامى...
الشجاعة صبر ساعة أصمدوا لحتى يوصلوا بيارق صلخد وملح وأمتان
 النصر قريب بأذن الله
 واتكلوا على الله


واقتدت  بـ سعدى ملاعب
 المجاهدة
 دلّة حمزة
وأخذت تشجع المقاتلين على الصمود قائله لهم
اليوم ولا كل يوم يانشامى أنتم المنتصرين لأنكن على حق قولوا ياناصر الستة على الستين
 وتقصد بذالك الآية الكريمة



بسم الله الرحمن الرحيم
كم من فئة قليله غلبت فئات كثيرة بإذن الله
صدق الله العظيم
وبدأت تزغرد لهم ولصمودهم حتى وصل
 بيرق صلخد
 فأستبسل فرسان صلخد استبسالا أسطورياً
حيث قدموا في هذه المعركة(72) شهيداً ومن يومها

عُرف اهل صلخد

بالـ زغابة
تكريماً لبطولاتهم

وتواصلت النجدات من ملح و أمتان وباقي القرى من المقرن القبلي فارتفعت معنويات المدافعين وتراجع الجيش قليلاً مما زاد في معنويات المجاهدين فهاجموه من ثلاث جهات وتركوا الجهة الغربية ليهرب منها واشتبكوا معه أخيراً
 بالسلاح الأبيض
إلى أن أنهزم الجيش وأنتصر أصحاب الحق ورغم قلة عددهم


لكن ممدوح باشا زجّ بكتيبة الخيالة التي كانت بمؤخرة الحملة بقيادة محمد بك الجرودي وعندما وصل إلى  تلول الأشاعر  بالقرب من بلدة عيون                 فوجئوا
 بجيشهم مدحوراً

 عندها أدار الجيرودي رأس فرسه الصفراء غرباً وهرب مع الهاربين من جيشه وتابع المجاهدون مطاردتهم وهم يرددون 

 صفرة جيرودي غربت.. قوطر يحث ركابها
يامحمد خبر دولتك .. حنا ولينا طوابها
ولكن المجاهدين أستشهد منهم نحو مائتي شهيداً وعند عودة المجاهدين منتصرين دخلوا عرمان وهم يهزجون .


لعيونك سعدى ملاعب
نفني كل الكتايب
 مابيرجع لقرابوالسيف
غير يسوي العجايب

مع الشكر للأستاذ فايز حسين مان الدين



ليست هناك تعليقات: