23‏/6‏/2010

جامعة ستانفورد

توقف القطار في إحدى المحطات في مدينة بوسطن الأمريكية



وخرج منه زوجان يرتديان ملابس بسيطة. كانت الزوجة تتشح بثوب من القطن ،



بينما يرتدي الزوج بزة متواضعة صنعها بيديه. وبخطوات خجلة ووئيدة توجه



الزوجان مباشرة إلى مكتب رئيس " جامعة هارفارد " ولم يكونا قد حصلا



على موعد مسبق .
قالت مديرة مكتب رئيس الجامعة للزوجين القرويين :



" الرئيس مشغول جدا " ولن يستطيع مقابلتكما قريبا...



ولكن سرعان ما جاءها رد السيدة الريفية حيث قالت بثقة :



" سوف ننتظره ". وظل الزوجان ينتظران لساعات طويلة أهملتهما خلالها



السكرتيرة تماما على أمل أن يفقدا الأمل والحماس البادي على وجهيهما وينصرفا.



ولكن هيهات ، فقد حضر الزوجان - فيما يبدو - لأمر هام جدا. ولكن مع انقضاء الوقت



وإصرار الزوجين ، بدأ غضب السكرتيرة يتصاعد ، فقررت مقاطعة رئيسها ،



ورجته أن يقابلهما لبضع دقائق لعلهما يرحلان.







هزالرئيس رأسه غاضبا " وبدت عليه علامات الاستياء ،



فمن هم في مركزه لا يجدون وقتا لملاقاة ومقابلة إلا علية القوم ،



فضلا عن أنه يكره الثياب القطنية الرثة وكل من هم في هيئة الفلاحين.



لكنه وافق على رؤيتهما لبضع دقائق لكي يضطرا للرحيل.



عندما دخل الزوجان مكتب الرئيس ،



قالت له السيدة أنه كان لهما ولد درس في " هارفارد " لمدة عام لكنه توفى في حادث



وبما أنه كان سعيدا" خلال الفترة التي قضاها في هذه الجامعة العريقة ،



فقد قررا تقديم تبرع للجامعة لتخليد اسم ابنهما.



لم يتأثر الرئيس كثيرا لما قالته السيدة ، بل رد بخشونة :



" سيدتي ، لا يمكننا أن نقيم مبنى ونخلد ذكرى كل من درس في " هارفارد " ثم توفى



وإلا تحولت الجامعة إلى غابة من المباني والنصب التذكارية ".



وهنا ردت السيدة : نحن لا نرغب في وضع تمثال ،



بل نريد أن نهب مبنى يحمل اسمه لجامعة " هارفارد ".



لكن هذا الكلام لم يلق أي صدى لدى السيد الرئيس ،



فرمق بعينين غاضبتين ذلك الثوب القطني والبذلة المتهالكة ورد بسخرية :



" هل لديكما فكرة كم يكلف بناء مثل هذا المبنى ؟!



لقد كلفتنا مباني الجامعة ما يربو على سبعة ونصف مليون دولار! "




ساد الصمت لبرهة ، ظن خلالها الرئيس أن بإمكانه الآن أن يتخلص من الزوجين




وهنا استدارت السيدة وقالت لزوجها :



" سيد ستانفورد : ما دامت هذه هي تكلفة إنشاء جامعة كاملة فلماذا لا ننشئ جامعة



جديدة تحمل اسم ابننا؟ " فهز الزوج رأسه موافقا.

 

غادر الزوجان " ليلند ستانفورد وجين ستانفورد " وسط ذهول وخيبة الرئيس ،



وسافرا إلى كاليفورنيا حيث أسسا



جامعة ستانفورد العريقة



والتي ما زالت تحمل اسم عائلتهما وتخلد ذكرى ابنهما الذي لم يكن يساوي



شيئا لرئيس جامعة " هارفارد " ، وقد حدث هذا عام 1884م.





حقا
من المهم دائما أن نسمع ، وإذا سمعنا أن نفهم ونصغي ، وسواء سمعنا أم لا ،



فمن المهم أن لا نحكم على الناس من مظهرهم وملابسهم ولكنتهم وطريقة كلامهم،



ومن المهم أن 

 لا نقرأ كتابا أبدا من عنوانه



ليست هناك تعليقات: