23‏/6‏/2010

سكّتي ابنك يا حرمة




حملة ابراهيم باشا المصري على الجبل عام\1838\ ومأثرة المجاهدة مرة قصوعة


  عندما استولى إبراهيم باشا المصري على سوريا من العثمانيين أصدر أوامره بالتجنيد الإجباري في كافة أنحاء سوريا وبما أن جبل حوران قد أصبح ملاذ للفارين من جيشه لذلك قرر إخضاع الجبل لحكمه فأوعز إلى والي دمشق (شريف باشا) أن يطلب من أهالي الجبل مجندين لجيشه فأستدعى الوالي شيخ الجبل (يحيى الحمدان) لدمشق وطلب منه تأدية المجندين والضرائب


و عندما رفض الحمدان ذلك أهانه والي دمشق بالكلام فقرر الشيخ الحمدان أن يرد الإهانة مضاعفة فقال للوالي شريف باشا
أبعث قوة عسكرية من عندك وجند عسكر قد ما بدك
 وبعد ذلك بأيام جهز الوالي قوة عسكرية مؤلفة من\400\ عسكري بقيادة (علي أغا البصيلي )وعند حلول الظلام هاجمهم فرسان الجبل وقتلوا معظمهم وهرب الباقي ونجا البصيلي هرباً من النافذة ليخبر الوالي بما حدث


هذه الحادثة حدثت في قرية الثعلة


على أثر هذه الحادثة أرسل والي دمشق حملة ثانية في أوائل عام (1838) عدد أفرادها (8000) مقاتل وكان عدد المقاتلين من أهالي الجبل لا يتجاوز (1600) مقاتل


هنا تبدأ قصة المجاهدة مرّة قصوعة
ولكي يتمكن أهالي الجبل من الصمود نقلوا نسائهم وأطفالهم إلى كهوف اللجاة بعيداً عن أرض المعركة وعندما بدأت المعركة أبدى فرسان الجبل من البأس والشجاعة ما أذهل قائد الحملة لاسيما أنهم أسروا له \500\ جندي وقتل من قتل


لذلك أمر قائد الحملة أحد أركانه أن يأسر ما يجده من أطفال ونساء ليقايض بهم أسراهُ ولكنهم وجدوا القرى خالية من السكان
فأدرك قائد الحملة أن أهالي الجبل قد أمنوا على نسائهم وأطفالهم بالكهوف وأمر معاونه أن يتابع البحث في غياهب اللجاة عن الكهوف التي أختبئ بها الأهالي وكان مع الأهالي بعض المقاتلين ليؤمنوا لهم الحماية اللازمة فجعلوا متاريسهم قرب الكهف في مكان مشرف ليتمكنوا من رؤية كل من يقترب منهم
وإذا بقوة من جنود إبراهيم باشا تفتش المنطقة بحثاً عنهم وفي هذه اللحظات
كانت المجاهدة (مرة قصوعة ) مع ولدها الوحيد وعمره ثلاث سنوات وكان ولدها مريض وجائع فأخذ يبكي وأمه تحاول إرضائه بكل ما يطلب ليكف عن البكاء فجاء إليه أحد المقاتلين القائمين على الحراسة وقال لها ( سكتي إبنك يابنت الأكارم لأن عساكر إبراهيم باشا بيدوروا علينا ) فقالت له مره (عود لَ متراسك و اتكل على الله ) واستمر الطفل بالبكاء ولم تفلح محاولات امه في إرضائه فعاد المقاتل من جديد الى الوالدة وقال لها :
سكتي أبنك يا حرمي صوت أبنك بدو يدل العسكر علينا وساعتها بتعرفي شو بدو يصير فيك و بالحريم ألي معك
فقالت له ( عود لِ متراسك واتكل على الله لابد ما لاقي طريقة وسكت فيها ها لطفل ) وعندما لم تفلح محاولات الأم بإسكات ولدها
وضعت عليه اللحاف وجلست فوقه حتى مات الطفل اخـتـنـــــاقــــــــــاً


وصل العسكر على بعد \500\ متر عن الكهف واستراحوا قليلاً ثم تابعوا سيرهم دون أن يهتدوا على الكهف وبعد أن زال الخطر أخذت الأم تبكي أبنها بحرقة وقد فوجئ الجميع بأن والدة الطفل الباكي قد أسكتت أبنها الى الأبد


فبكى الجميع لبكائها وقالت أحداهن كيف بتضحي أبنك الوحيد يا مره
فأجابتها
إبني مش أغلى من الشباب اللي عم يستشهدوا بالمعارك من شانا ، يموت أبني ألف موتي ولا تنصاب وحدي منكم بشوكي


هذه الحرمي
هي مرّة قصوعة من وقم زوجة المجاهد حمود نوفل من قرية عمرة


SAB Archive

ليست هناك تعليقات: